قصيدة خروج الحسين من المدينة الى مكة

لتزويدنا بأي خبر، مناسبة، صورة.. أو للتواصل مع
"موقع جويا "أنقر هنا

16-10-2015

قصيدة خروج الحسين من المدينة الى مكة - بقلم حسين الحاج

قصيدة خروج الحسين من المدينة الى مكة

عَظُمَت مصائبُ طيبةٍ أن يَبعُدا
عنها ابنُ فاطمَ في الظلام مُهَدّدا

فالليلُ فيها سَرمَدٌ و ضُحاهُ في
أم القرى زاهٍ يُنيرُ المسجدا...

عظُم البلا فحفيدُ هندٍ يرتقي
صرحاً عليه اللهُ نصّبَ أحمدا

ومن الحسينِ يُريدُ بيعةَ خاضعٍ
حاشا حسيناً أن يمد له اليدا

ترك المدينةَ خائفاً مترقّباً
ماذا جنى ليحيدَ عنها مُبعَدا؟؟؟

وسلا عن الدار التي فيها رأى
طه المكرَّمَ والنعيمَ الأرغدا

فتحطّمت أحلامُ فاطمَ واكتوت
بلهيب جمرٍ في الفؤاد توقّدا

و تهدّمت أركانُ دارٍ بوركت
للهديِ أوجدَها الإلهُ و شيّدا

فخَلَت من الأهل الديار فلا يُرى
فيها سوى دمعٍ و أطيافِ الردى

وطغى سكونٌ شقه صوت البكا
لعليلةٍ في الدارِ أرجَعَهُ الصدى...

فحُماتُها الصيدُ الكماةُ تفرّقوا
فالبعض مسجونٌ وبعضٌ شُرِّدا

وعلى صعيد الطف بعضٌ قد هوى
كي يُحفظَ الذكر الحكيمُ و يخلدا

رُفعت على قمم الرماح رؤوسهم
لِيُسرَّ بالأمر اللعينُ و يسعدا...

وصدورهم طحنت وكانت ملجأً
لرؤوس أطفالِ الرسول و مرقدا

ونساؤهم رُميت بألوان الأذى
وصغارهم قُمِعت بأسواط العدى

كم ردّ عنهم حيدرٌ سيفَ الأذى
كم عنهمُ حامى الرسولُ و أيّدا

لكنّهم أوذوا لأن محمدا
أدناهمُ طُراً هوىً و توددا

كانت نجوم الكون تسرقُ منهمُ
نوراً تضيئ به الفضاء الأسودا

فاليومَ ما حامٍ يُدافعُ عنهمُ
إلا الذي فوق الثرى قد مُدِّدا

كم ضمّهم حضنُ البتول مُلاطفا
فأزالهم عنه البلاء و أبعدا