القوة الثالثة - بقلم الإعلامي علي نور الدين

لتزويدنا بأي خبر، مناسبة، صورة.. أو للتواصل مع
"موقع جويا "أنقر هنا

09-05-2014

القوة الثالثة - بقلم الإعلامي علي نور الدين

0000; font-family: tahoma, geneva, sans-serif; text-align: justify; font-size: 10pt;">كتب الإعلامي علي نور الدين في موقع شاهد نيوز:
"لا يزال طيف السابع من أيار يلاحق البيك وليد جنبلاط في كوابيس نهارية وليلية، فمنذ ذلك الحين تحول خطابه السياسي إلى مجرد فقاعة – يفهمه الفريق المعني جيداً- يحفظ في سطرها الأخير " خط الرجعة"، ويحفظ كذلك هيبته امام جمهوره، مدركاً وهو المشهور بتحسسه القوي للمتغيرات والتحولات السياسية الدولية والإقليمية لما لها من تأثير بل وقدرة على قلب الأمور رأساً على عقب في أي وقت من الأوقات أن عليه العمل وفق ما تقتضيه مصلحته الآنية المتقلبة، وهذا ما يفسر تقلب البيك المتوجس على الدوام من خطر تضييع الفرص من يده، ولو حاول بعض لاعبي السياسة المحليين إقناع الرأي العام بعكس ذلك.
وإذ يترقب بشكل حثيث التبدلات في السياسات الخارجية للدول المؤثرة والتي تطيح في كل وقت وحين باللاعبين على الأرض، أولئك من يكتشفون في كل مرة أنهم لم يكونوا سوى ضحايا للعبة الروليت التي نادراً ما تصيب حظاً، فإنه يحاول بحنكته المعهودة أن يعيد بعض ما خسره خلال ولائه للفريق الآذاري من خلال تبنيه فكرة الوسطية .
وفي حين تتجه الأنظار الى الاستحقاق الرئاسي المقبل وتختلط الأوراق قبل نفاذ المهلة الدستورية يمسك الطرفان القويان داخلياً أي 8 و 14 بطرفي الحبل حيث لم يخرج المرشحون الفعليون للرئاسة حتى الساعة عن الولاء لأحدهما، الا ان هاجس الفراغ المرتقب في البلاد يبقى عامل قلق لكلا الطرفين اللذين يعمل كل منهما جاهداً للإمساك بزمام الرئاسة الأولى لما لهذا الموقع من قيمة معنوية تعطى طابعاً جديداً للحياة السياسية ومن شأنها أيضاً تحديد انتماء وهوية لبنان القادمة بين الأمم.

إن التركيبة الفسيفسائية للمجلس النيابي اللبناني تجعل من البيك بوسطيته الحالية "بيضة القبان" كما يحلو للبعض تسميته ، أي أنه رغم كتلته الصغيرة نسبياً في المجلس الا انه يعرف كيف يكون من موقعه قوة لا يمكن لأيٍ من الفريقين تجاهلها او الاستخفاف بها، فهي إذاك، القوة الحاسمة لشبه التعادل بين الفريقين، وهو - أي البيك – صاحب القرار الفصل في مباركة أي اسم للرئاسة الاولى وفق مصلحته المستقبلية، وبالتالي فإن الخارج دون أدنى شك يحسب حساب البيك وينظر إلى قدرته على حسم الأمور بعين الحذر، ويحاول إسالة لعابه بمغريات ومكتسبات آنية ومستقبلية ، وكلما طال عمر الأزمة كان "هو" الأكثر استفادة من الداخل والخارج، من هنا تشير المعطيات الى أن الفراغ الرئاسي حاصل ولن يكون قصير الأمد إلا بحدوث متغير كبير، وهو مرهون بطرف من أطرافه بمدة الحسم والمتغيرات في الميدان على الأرض السورية التي كانت لسنوات طوال المطبخ الحقيقي للخلطات السرية السياسية في الداخل اللبناني، ومع استعادة المدن السورية واحدة تلو الأخرى الى أحضان السيادة وتنظيف الحدود الشمالية والشرقية للبنان من العصابات التكفيرية، عادت الخيارات لتضيق من جديد امام الفريق الآذاري في قدرته على الإمساك بتحديد شخص الرئيس القادم للبلاد،. وعلى ضوء هذه التطورات المتسارعة تدخل المملكة العربية السعودية على خط الأزمة في محاولة لمقايضة متوقعة بين الرئاستين الاولى والثالثة واعادة تحريك نفوذها المتقلص منذ فترة، بإيعاز من الولايات المتحدة الأميركية التي تعمد إلى تهدئة الاوضاع بما يحفظ مكتسباتها على الأرض متفرغة للشأن الأوكراني وأزمة العراق .

وامام هذا المشهد، تمثل التجربة المريرة في أيار 2008 أمام الفريق الآذاري خسارته للفرصة التي أعطاه اياها الغرب انذاك والدعم الذي حصلوا عليه مقابل تقويض بنيان المقاومة، فالبيك الذي جرّ فريقه السابق الى مغامرة خاسرة في 5 أيار 2008 وارتكب ذلك الخطأ المدوي جلس بعد أيام قليلة امام عدسة الكاميرا في دارته المحاصرة في كليمنصو ليعترف أنه لم يستطع إحراق الأخضر واليابس كما كان يظن، وليقر ان الامور لم تجر بتلك البساطة التي ادعاها أفرقاء في الداخل اللبناني، وليعيد عقارب ساعته الى توقيت لبنان ليحفظ بذلك ما تبقى من ماء الوجه امام الرأي العام ."