وداعاً أيها الكبير.. بقلم د. علي يوسف نورالدين

لتزويدنا بأي خبر، مناسبة، صورة.. أو للتواصل مع
"موقع جويا "أنقر هنا

18-08-2021

وداعاً أيها الكبير.. بقلم د. علي يوسف نورالدين

عالٍمٌ لغوي متمكن...يُشار اليه بالبَنان....
أديبٌ...شاعر...ناقد فذٌّ....
و هو...و إن لم ينل حقَّه من الشهرة _ لِعدمِ طباعة نِتاجه الفكري...و لابتعادِه عن الأضواء _ فإنه كالحجر الكريم : فهو و إن خفي عن الأنظار...فلا يخفى كرَمُه...
لذلك...كان مرجعاً و مقصداً ... لأولي الألباب و أصحاب النهى...و لكثيرٍ من اساتذة الجامعات..في المُلمَّات اللغوية.. او النقدية..او الأدبية .. ولم يكن ليبخلَ عليهم برأيه الحصيف ...او ببصيرته الثاقبة...
فلا غَرْوَ بعدها... ان نرى صديقَه الحميم...اللغوي القدير...المرحوم الأستاذ أحمد حاطوم....لا يدفعُ بأيٍّ من كُتُبِه اللغوية العديدة...الى المطبعة.....إلاَّ بعد أن يحصلَ على موافقتِه و بركتِه...
اما رسائلُه الأدبية...او قصائدُه....فهي من الأدب الرفيع... سبكاً و معنىً ...الذي لم تقاربْه سوى قلّةٍ...من ادباء العربية او شعرائها...
حتى إذا وصلنا إلى " شاي الساعة الخامسة ".....فهو ندوة فكرية اخوانية متميزة.. يتآطر إليها كل يوم ...نخبةٌ من اهل العلم و المعرفة...ليأنسوا بما يدور فيها.. من مُلَحٍ و ثمار شهية...و بما يفيض عليهم صاحبُ الندوة...من مَعينه العذب الزلال....
إنه قيمةٌ معرفيةٌ كبرى...و صفحة مميزة في المشهد الثقافي اللبناني...انطوت ليلَ امس الثلاثاء ( 17 آب 2021..في بلدة البازورية العاملية ) ... و كأني بالشريف الرضي.. يعنيه إذ يقول :

طَوْدٌ هوى..لو كان في البحر اغتدى....من وقْعِهِ.. متلاطمَ الأزبادِ...
ما كنتُ أعْلمُ قبل وضْعِكَ في الثرى....أنَّ الثرى يعلو على الأطوادِ.....

( عبدالباسط حدرج )

استاذ الأجيال...المربي...الأخ...والأب.. العَلم العلم.... .
وداعاً ..و داعاً...أيها الكبير الكبير ......

د. علي يوسف نورالدين